لماذا تُعتبر عافية الموظف مفتاح الإنتاجية
لم تعد الصحّة الشاملة مجرّد كلمةٍ شائعة وخطاب يبعث على الشعور بالرضا، بل غدت عاملاً جوهرياً يُساهم في الحفاظ على قوةٍ عاملة ملهمة ومتفاعلة. ومنذ بداية جائحة كوفيد، تصدّرت عافية الموظفين قائمة أولويات المنظّمات. وخلال التعامل مع التأثير المباشر وغير المباشر للجائحة على الموظفين، بات جليّاً أنّ باقة خدمات العافية الفعّالة تتطلّب اتّباع نهجٍ شامل لتلبية احتياجات الموظّفين ومطالبهم ودعمها.
لم يشهد الطلب على برامج العافية الشاملة للموظفين ارتفاعاً كهذا من قبل، ويعود ذلك إلى عوامل عدّة أبرزها تزايد الاهتمام بمعالجة قضايا صحّة الموظّفين العقلية والإرهاق لتزويدهم بخدمات الرعاية الصحية عن بُعد في الوقت الفعلي. وتستهدف برامج العافية الشاملة الصحة العقلية والجسدية والنفسية، وتطوّرت لتغدو هدفاً واضحاً يركّز عليه الموظّفون في كافّة المجتمعات والمناطق.
ويشير تطوّر هذا المشهد إلى أنّ الموظّفين يطالبون أصحاب العمل أكثر فأكثر بالحصول على موارد تتعدّى عروض المزايا التقليدية، بما في ذلك كيفيّة استهلاك الموظّف للصحة والعافية.
خلال مرحلة "الاستقالة العظمى" التي شهدها العالم في خضمّ انتشار الجائحة، باتت الصحّة و التأمين الصحي محور تركيز أصحاب العمل وذلك بهدف الحفاظ على أصحاب المواهب. وفي إطار استطلاعٍ أُجري مع شركة التأمين الصحي "أوسكار" التي تتّخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، أفاد ٤٧٪ من أصحاب الشركات الصغيرة أنّ شركاتهم ستخسر أفضل عمّالها إذا لم يتمكّنوا من تقديم مزايا رعاية صحية تنافسية، بينما أشار ٦٠٪ من المشاركين إلى أنّ خيارات الرعاية الصحية المتوفّرة محدودة وذلك بسبب ارتفاع تكاليفها.
الحاجة إلى حلولٍ مخصصة تعزّز عافية الموظفين
بات من الملحّ لأصحاب العمل أن يكونوا على درايةٍ بمزايا الرعاية الصحية والعافية المقدّمة للموظفين مع الحرص على أن تكون الحلول هي ما يحتاجه الموظفون بالفعل.
بالتالي، ينبغي على الشركات منح الأولوية لإرساء التوازن بين العمل والحياة الشخصية ويتمّ ذلك عبر تحديد ما إذا كان فريق العمل يُعاني الإرهاق بسبب العمل الزائد، فضلاً عن فتح المجال للتواصل، والتركيز على النتائج المثمرة والقيمة المضافة بدلاً من ساعات العمل. كما يتحتّم على الشركات تقديم الدعم الشامل، بما في ذلك المرونة والتعاطف والتقدّم في الوظيفة وفرص تحسين المهارات، وذلك لتحافظ على قدرتها التنافسية، كما يجب عليها أن تحدّد برامج التأمين الصحي التي تلبي احتياجات المؤسسة، مع منح الموظّفين إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية عن بُعد وبرامج العافية المصمّمة لتلبية احتياجاتهم.
بشكلٍ عام، يُعد التعاطف أمراً في غاية الأهمية، وينبغي على أصحاب العمل توفير برامج تحافظ على صحة الموظّفين والمدراء العقلية وقدرتهم على تحمّل الضغوط للحصول على أفضل النتائج. ولا شكّ في أنّ أصحاب العمل ممّن يواكبون هذا التغيّر ويقدّمون لموظّفيهم مزايا الرعاية الصحية الأساسية سيكسبون ولاءهم ويضمنون فريق عمل أكثر تعاوناً ومرونة.