تلبية حاجات الرعاية الصحية لدى المغتربين في الولايات الإمارات العربية المتحدة
تُعدّ حياة المغتربين بمثابة رحلةٍ شيّقة في بلد مثل الإمارات العربية المتحدة. فماذا ينقصك في بلدٍ يتمتّع ببنيةٍ تحتية عالمية المستوى ويُعدّ الأفضل على الأصعدة كافّة؟ مع ذلك، يولي المغتربون أهميّةً كُبرى للحصول على أفضل خدمات الرّعاية الصحية عالية الجودة ليطمئنوا أنّهم في كنف بلدٍ سيعتني بهم خير عناية، سواءً كان في الإمارات العربية المتحدة أم في أي بلدٍ آخر.
وسط الاقتصاد العالمي الحالي، يُعدّ توظيف عمّال متنوّعين والحفاظ عليهم أمراً أساسياً للحفاظ على القُدرة التنافسية، ولهذا يقع على عاتق الشركات توفير أفضل برنامج تأمين صحي للمغتربين ولاسيّما في دولة مثل الإمارات العربية المتّحدة حيث يشكّل المغتربون العدد الأكبر من السكّان. كما يتماشى مع التزام حكومة الإمارات العربية المتحدة بهذه القضية، ممّا جعل التأمين الصحّي إلزامياً قبل بضع سنوات لكلّ إماراتيٍّ مقيم في الإمارات العربية المتحدة ومغترب مقيم فيها.
عندما انتشرت الجائحة وقلبت حياة الجميع رأساً على عقب، تعزّزت أهميّة التأمين الصحي بالنسبة إلى الجميع، بما في ذلك المغتربين. ودفعت أنظمة الرّعاية الصحية في جميع أنحاء العالم إلى الاستجابة لها بطرقٍ غير مألوفة. كما حثّت المغتربين على التفكير في مدى استعدادهم للتعامل مع ما يصادفهم من أمورٍ غير متوقّعة، ممّا جعلهم أكثر مرونةً وقوة وقدرة على التّعامل مع التحديات التي واجهوها وسيواجهونها في المستقبل.
الحاجة إلى تأمينٍ صحي جذري في الإمارات العربية المتحدة
وسط هذه الجائحة، قادت دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها وعدداً من البلدان الأخرى بشكلٍ فعّال عبر اتّباع تدابير ومبادرات استباقية لمكافحة تداعيات كوفيد-19، فأدرك الجميع الدّور الجوهري الذي يؤدّيه التأمين الصحي الجذري، ليس فقط للناس لا بل للنظام ككلّ.
يُعد التكيّف المحلي والامتثال للقوانين عاملَين أساسيّين يشكّلان كلّ الفرق في سوقٍ مثل سوق الإمارات العربية المتحدة، فقد التزمت الأخيرة بتقديم أفضل خدمات الرّعاية الصحية لعملائها. في أعقاب الجائحة، ظهرت الحاجة إلى تطوير منتجات وخدمات بأسعارٍ تنافسية تلبّي حاجات السوق. أمّا بالنسبة إلى شركات التأمين الصحي، فعمدت إلى تحسين إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، ووضع برامج للتأمين الصحي لتلبية مختلف متطلبات العملاء، وتعزيز قدرة أصحاب العمل على إدارة التكاليف المرتبطة بالموظفين وتلبية توقّعاتهم في جميع المجالات.
توفير تأمينٍ صحي عالي الجودة للمغتربين في الإمارات العربية المتحدة
صحيحٌ أنّ إمكانية الوصول إلى الخدمات مهمّة في العلاقات مع العملاء، إلّا أنّ تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة يجب أن يتصدّر لائحة أولويات شركة التأمين. علاوةً على ذلك، ينبغي أن تكون إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بتكلفةٍ مقبولة ويمكن توقّعها. فمع برنامج سمارت كير من سيغنا ، باتت خدمات الرعاية الصحية في متناول شريحةٍ أكبر من الجمهور.
بات أصحاب العمل والأفراد أكثر تفاعلاً من أيّ وقتٍ مضى في ما يتعلق بفهم واختيار برامج التأمين الصحّي المناسبة لموظّفيهم. على سبيل المثال، أظهر استطلاع سيغنا ٣٦٠˚ السنوي حول العافية أنّ الموظفين كانوا قلقين بشأن برنامج التأمين الصحي، إذ يسعى ٥٨ بالمئة منهم إلى الحصول على تغطيةٍ محسّنة ولكن لا يتلقّاها سوى ٣٣ في المئة فقط.
بمعنى آخر، فيما يبحثُ أصحاب العمل عن برامج رعايةٍ صحية بتكلفةٍ مقبولة، يريد الموظفون الوصول إلى أفضل خدمات الرعاية الصحية. والأهمّ من ذلك أنّ هذا الأمر ساهم في إلقاء الضوء على موضوع الوقاية والعافية.
تطوّر قطاع الرعاية الصحية بعد كوفيد
بدأت المطالبات في قطاع التأمين الصحّي بالإمارات العربية المتحدة تعود إلى المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة وذلك بعد عامَين من التغيّرات التي شهدتها السُّوق. وفيما لا تزال المطالبات العابرة للحدود متقلّبة بما أنّ بعض البلدان تكافحُ حتى هذه اللحظة متحوّرات كوفيد، يُعدّ تقديم خدمات الرعاية الافتراضية عنصراً أساسياً لضمان إمكانية وصول العملاء بصورةٍ مستمرّة إلى خدمات الرعاية الصحية.
تعاونت شركة سيغنا مع خدمات العافية من LVL لتساعد العملاء على التمتّع بالصحّة والسعادة. في الواقع، واصلنا عمليّة تسهيل إمكانية الوصول إلى موارد الرعاية الصحية والصحّة العقلية عن بُعد. وبناءً على استطلاع سيغنا ٣٦٠˚ حول العافية، كانت الإمارات العربية المتحدة من بين أكثر الأسواق اندفاعاً حول العالم لاعتماد خدمات الصحة الافتراضية، إذ يفضّل ٦٩٪ من المُشاركين في دولة الإمارات الخدمات العلاجية الافتراضية. والجدير بالذكر أنّ تزايد إمكانية الوصول إلى الخدمات عبر الهاتف المحمول في المنطقة يشكّل أحد الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى ارتفاع الطلب على الخدمات الصحيّة الافتراضية.
تركيزٌ متزايد على خدمات الرّعاية الوقائية والخدمات الطبية المتخصّصة
بشكلٍ عام، من المتوقّع أن يشهد قطاع التأمين الصحي نمواً أكبر نتيجة الحاجة الملحّة إلى التركيز على الرعاية الوقائية، والشراكات الوثيقة بين القطاعَين العام والخاص، فضلاً عن زيادة الخدمات الطبية المتخصّصة، وحلول الرّعاية الصحية المتكاملة والفعّالة في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، وفّرت النظرة الاستباقية والخطوات المتّخذة لتوسيع نطاق قانون التأمين الإلزامي في دولة الإمارات العربية المتحدة، دفعةً ضرورية من الدّعم لسوق التأمين الصحي في الدولة خصوصاً والمنطقة عموماً. ونتيجةً لذلك، أصبح القطاع مستعداً لدفعةٍ من النمو يعزّزها ارتفاع مستوى الوعي بشأن التأمين الصحي، وعروض الرعاية الصحية المحسّنة، والبيئة التنظيمية الأكثر نضجاً، والبنية التحتية المتطوّرة، وقاعدة المستهلكين المتنامية.
من خلال توظيف مجموعةٍ متنوّعة من العمّال، بات باستطاعة الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة اكتساب تمثيلٍ عالمي على نطاقٍ أوسع، مما يفتح أمامها فرصاً عالميةً جديدة. ولا بدّ من وضع الشركات هيكليّات وباقات دعم لمساعدة المغتربين على التكيّف والشعور بالانتماء إلى الثقافة والمجتمع المحليَّين.
إرساء التوازن ما بينَ العمل والحياة الشخصية يُعتبر أولويةً رئيسية بالنسبة إلى العديد من المغتربين في الإمارات العربية المتحدة
يُعدّ إرساء التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة محور اهتمام المغتربين إلى جانب جملةٍ من العوامل الأخرى، إذ تنعكسُ ثقافة "العمل على مدار الساعة" سلباً على الحياة. بحسب استطلاع سيغنا ٣٦٠˚ حول العافية، كان وقع هذه الثقافة على النّساء أكثر حدّةً، إذ تراكمت على عاتقهنّ مسؤوليات إضافية بسبب ثقافة العمل التي تؤثّر على طريقة التوفيق ما بين العمل والحياة الشخصية. وعلى الرّغم من ذلك، أظهر ٥٨٪ من النساء في دولة الإمارات مرونةً عالية ولاسيّما اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين ١٨ و٣٤ عاماً، مقارنةً بالرجال في الإمارات (٥٤٪) والنساء على مستوى العالم (٤٣٪).
في الحقيقة، يساهم التوازن بين العمل والحياة الشخصية في تعزيز الصحة والعافية بشكلٍ مباشر، ويترافق ذلك مع زيادة الوعي العام بهذا الشأن. نتيجةً لذلك، يتعلّم الموظّفون المحترفون أخذ استراحةٍ قصيرة من العمل، وقضاء أوقات ممتعة مع العائلة، ومحاولة الحفاظ على التوازن الصحيح بين العمل والحياة الشخصية.
يجب على مدراء الموارد البشرية ورجال الأعمال وضع أنظمةٍ تدعم عافية المغتربين وتساعدهم على التخطيط بشكلٍ مناسب للمستقبل. وقد تُظهر البرامج التي تتعقّب ساعات العمل فعاليّةً كبيرة في المساعدة على تحديد حاجة الموظّف إلى دعمٍ إضافي واستشارة الخبراء للتخطيط للمستقبل.
وقد يساهم الدّعم الإضافي لمسائل العافية في مساعدة الموظفين المغتربين على التحكّم بالإجهاد. وتشمل تطبيقات العناية بالعافية التي يقدّمها مزوّدو الرّعاية الصحية استشاراتٍ طبيةً عالمية عن بُعد وجلسات استشارية سرية ودعم التحكّم بالإجهاد. يساعد تعلّم التخطيط المالي ودعم التقاعد في تخفيف قلق الموظفين المغتربين بشأن الشؤون المالية الخاصة بأسرهم.
يجب أن يكون التأمين الصحّي للمغتربين شاملاً ومرناً
يُعدّ التأمين الصحي المعزّز للمغتربين الذي يغطّي الموظّفين وأزواجهم وأطفالهم، مع برنامجٍ قوي لدعم الموظفين أمراً ضرورياً للعاملين في الخارج. فخلال إقامتهم في بلد الاغتراب، سيتمّ تطوير نوع الدعم الذي يحتاجون إليه، بدءاً من التكيّف مع مكان العمل قصير الأمد وصولاً إلى التخطيط طويل الأمد، بما في ذلك المطالبة ببيئة عملٍ مرنة، سواء كانت عبارة عن نماذج عمل مُختلطة أم فرص عمل عن بُعد.
علاوةً على ذلك، تتزايد أهميّة توفير بيئة عمل مرنة لإضافة مزايا اختيارية إضافية إلى برنامج التأمين الخاص بالموظّف، على غرار دعم الصحة العقلية، ويهدف ذلك إلى تقديم دعمٍ أكثر شمولاً لأنفسهم ولأسرهم. أمّا أصحاب العمل القادرين على إثبات التزامهم بتقديم باقات مزايا شاملة وبيئة عمل مرنة لموظفيهم المغتربين، فسيحافظون على قدرتهم التنافسيّة على المدى الطويل.
المُعادلة بسيطة. بغضّ النظر عمّا إذا كان الموظّف مسافراً إلى الخارج لبضعة أشهر أم عدّة سنوات، وسواءً سيبقى في دولةٍ واحدة أم سيسافر حول العالم، ستظل التغطية سارية المفعول وتوفّر له الحماية أثناء تنقّله من دون أيّ قيودٍ على الوقت والموقع.
من المهم لأصحاب العمل حول العالم تلبية الاحتياجات الديناميكية لموظّفيهم وتعديل برامج وخدمات الانتقال لتناسب احتياجاتهم. فحين يشعرُ الموظّف بالرّاحة، سينعكس ذلك إيجاباً على إنتاجيّته ليغدو من العناصر التي يمكن لصاحب العمل الاعتماد عليها.