مكان عمل صحي: الوصول إلى جوهر رفاهية الموظّف وصحته
لا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدّر المراتب الأولى عالمياً في عددٍ من التصنيفات الرئيسية للأمراض الناجمة عن اتّباع أسلوب حياة معيّن، ولاسيّما أمراض القلب والسكري. وتجدرُ الإشارة إلى أنّ الإماراتيين يتوفّون جراء النّوبات القلبية أبكر بـ٢٠ عاماً تقريباً من سكان سائر بلدان العالم. ووفقًا لاستطلاع سيغنا ٣٦٠˚ حول العافية عن العام ٢٠١٩، ما زالت أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم تسلك مساراً تصاعدياً في البلد. وكشفت النتائج عن العديد من المؤشرات الصحيّة الرئيسية التي تُلقي الضوء على أهمية برامج العافية في مكان العمل في التوعية الصحية والوقاية من الأمراض.
تُعدُّ ثقافة الشركة عاملاً رئيسياً في جذب المواهب والاحتفاظ بها، وتُعتبر مبادرات الحفاظ على صحّة الموظّفين ورفاهيتهم أحد أهمّ مكوّناتها. انطلاقاً من طبيعية الأعمال الرقمية التي تتطلّب توافراً دائماً وأسلوب العمل على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع الذي بات رائجاً في العالم، تُظهرُ الدراسات الحالية أنّ أكثر من ٤٠٪ من العمّال يواجهون نسباً مرتفعةً من الإجهاد في عملهم ممّا ينعكس سلباً على إنتاجيّتهم وصحّتهم واستقرار أُسَرهم. ففي الواقع، يؤثّر الموظفون الأكثر صحةً والأقل إجهاداً بطريقةٍ إيجابية على مكان العمل.
بالنسبة إلى الموظف العادي في دبي، قد يتخلّل يوم العمل العادي تناول الكثير من الكافيين قبل العمل وخلاله، فضلاً عن تناول وجبةٍ سريعة في المكتب مع وجبات خفيفة، والتحديق لساعات في شاشة الحاسوب، ثم التلذّذ بتشكيلةٍ من المأكولات الجاهزة ومشاهدة التلفاز لإنهاء يومٍ طويل جداً. ولكن، عندما يتكرّر هذا السيناريو يوماً بعد يوم، سيتعرّض عدد كبير من العاملين الشباب للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية في سنّ مبكرة.
وتبيّن منظمة الصحّة العالمية أنّ ثلث حالات الإصابة بأمراض القلب الإقفارية قد تنتج عن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والذي من المقدّر أنه يتسبّب بوفاة ٢,٦ مليون شخص في العالم.
غالباً ما يمكن الوقاية من أمراض القلب، ويمكن أن يكون للتغييرات الصغيرة تأثير كبير على صحّة الفرد وأداء الموظّف وربحية الأعمال. وتشمل هذه التغييرات:
- الحفاظ على وزن صحي
- الابتعاد عن التدخين المباشر وغير المباشر
- ممارسة الرياضة لمدّة لا تقل عن ٣٠ دقيقة، خمسة أيام في الأسبوع
- تجنّب الإفراط في شرب الكحول
يمكن لدمج واحد على الأقل من هذه التغييرات في برامج العافية في مكان العمل أن يُحدث فرقاً كبيراً في صحة الموظف، وفي النهاية يعزّز أداء الموظفين. علاوةً على ذلك، إذا كانت الشركة تمتلك وثيقة تأمين صحي، والتي باتت إلزاميةً الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، ستضمن سلامة القوة العاملة ممّا يشكّل عاملاً رئيسياً في السيطرة على الزيادات السنوية التي تُجرى على الأقساط.
تتمثّل الطريقة المضمونة لتعزيز صحّة القلب في العمل في بناء ثقافة العافية بدلاً من إطلاق مبادرات منعزلة. نقدّم لك في ما يلي بعض النقاط البسيطة التي يجب دمجها في برنامج العافية في مكان العمل للوقاية من أمراض القلب وتحسين أداء الموظفين:
١. الفحوصات الطبية المنتظمة. قد تساعد الفحوصات الطبية الموظفين على معرفة ما إذا كانوا يعانون من أي أعراضٍ سابقة لأمراض القلب. وتستطيع الشركات إحضار أطباء محترفين لفحص ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة الجلوكوز، والغليسيريدات الثلاثية لدى الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم حوافز تحثّهم على استكمال الفحوصات الطبية السنوية.
٢. برنامج التخلص من الإجهاد في مكان العمل. يحتاج كلّ شخص إلى وقتٍ لتجديد طاقته والعودة إلى مستوى الأداء الذي كان عليه قبل الإجهاد لتجنّب الآثار السلبية للإجهاد المزمن والإرهاق. تتطلّب عملية التعافي الابتعاد عن أجواء العمل عبر تخصيص الوقت لممارسة أنشطةٍ غير متعلّقة بالعمل من دون التفكير به. عندما تعتمد برامج العافية في مكان العمل نهجاً شاملاً، يجب أن تغطّي الصحة العقلية والعاطفية، ممّا يضمّ إدارة الإجهاد. كما يجب على الشركات تثقيف موظّفيها حول طرق التعامل مع الضغوطات في مكان العمل. وقد ثبت أنّ التأمّل يخفّف من الشعور بالقلق ويقلّص الضغط، في حين تساعد دروس اليوغا أو التأمّل على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
٣. نظام غذائي صحي للقلب. أظهرت الدراسات أنّ الفيتامين بي مفيد للصحة العقلية في حين يساعد الأوميغا ٣ على تقليل أعراض الاكتئاب والقلق. باختصار، يُعدّ تناول الطعام الصحي من أهمّ الأنشطة للتخلّص من الإجهاد. ويجب أن تشتمل الكافتيريا وآلات البيع والوجبات الخفيفة التي يتم تناولها أثناء استراحة الغداء في العمل على الأطعمة الصحيّة والمفيدة للقلب مثل الشوكولاتة الداكنة والفواكه الحمضيّة والتوت البري ودقيق الشوفان والبطاطا والصويا والمكسّرات والبروكلي والسبانخ والكايل والقهوة وكذلك سمك السلمون والأسماك الدُّهنية الأخرى وبذور الكتان.
٤. الأنشطة الجسدية. في إطار برامج العافية في مكان العمل، يجب السماح للموظفين بأخذ فترات راحة قصيرة للتمدّد. كما يمكن للشركات تشجيع العمال على المشي، ١٠ آلاف خطوة يومياً مثلاً، أو تحديد أهداف اللياقة البدنية اليومية الخاصة بهم، وإضافة أهداف جديدة عليها. يمكنهم أيضاً صعود الدّرج بدلاً من المصعد، أو ركن السيارة بعيداً عن مكان العمل، أو ممارسة المشي يومياً أثناء استراحة الغداء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات:
- تنظيم الأنشطة بعد انتهاء دوام العمل عبر إنشاء فريقٍ رياضي أو المشاركة في مسابقة مشي لأغراض خيرية أو ممارسة أي نشاط يحفّز فريق العمل ويشجّعه.
- عقد شراكة مع نادٍ رياضي لتقديم عضوية مجانية أو مخفّضة للموظفين، ممّا يُعدّ جزءاً أساسياً من أي برنامج عافية في مكان العمل.
٥. التحدّيات التي يواجهها الموظّف. يجب على الموظفين تحديد أهداف للياقة البدنية ومشاركة تقدّمهم مع زملائهم. سيشجّع ذلك الآخرين على المشاركة والاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
يكفي أن تُظهر الشركة لموظفيها أنّها تهتم بهم وتريدهم أن يزدهروا في العمل لتقنعهم باعتماد أسلوب حياة أكثر صحةً ولتعزيز ولائهم لها. تؤدّي برامج العافية في مكان العمل دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية إذ تضمن الحفاظ على صحّة قلب الموظفين وتشجّعهم على تقديم أفضل أداء لهم ممّا يعود على الشركة بعائدات أعلى ويمنع الخسائر المالية.
نلتزم في شركة سيغنا بمساعدتك على بناء أسلوب حياةٍ صحي. أجرِ تقييم العافية واحصل على معلوماتٍ عن صحتك. قم بتسجيل الدخول على موقع www.cigna-me.com وأجرِ الاختبار.
المراجع
استطلاع سيغنا ٣٦٠˚ حول العافية للعام ٢٠١٩
غلف نيوز: https://gulfnews.com/uae/health/world-heart-day-younger-people-at-risk-of-heart-disease-1.2283647
هارفارد بزنس ريفيو: https://hbr.org/2009/11/creating-a-hearthealthy-workpl
ديلويت إنسايت: https://www2.deloitte.com/insights/us/en/focus/human-capital-trends/2014/hc-trends-2014-overwhelmed-employee.html