صحيحٌ أنّ الهجرة تفرض تحديات كثيرة وتستلزم التأقلم مع ثقافة البلد الجديد وأنظمته، إلا أنّه لا ينبغي تجاهل أهمية الرعاية الطبية. وبما أنّ كل دولةٍ تعتمدُ نظاماً خاصاً للرعاية الصحية، فغالباً ما تُشكّل برامج التأمين الصحي الدولي أو التأمين الصحي للوافدين الحلّ الوحيد والأكثر موثوقيةً لضمان الحصول على التغطية اللازمة في الحالات الطارئة، بحيث قد تساعد هذه البرامج المؤمّن عليه في مواجهة التحدّيات الصحية من دون استنفاد مدّخراته.
فوائد برامج التأمين الصحي للوافدين
إليك بعضاً من فوائد برنامج التأمين الصحي للوافدين:
● حرية اختيار طبيبٍ من أيّ دولة في العالم - غالباً ما توفر برامج التأمين الصحي للوافدين شبكة رعاية طبية عالمية، فتمنح المؤمّن عليه حرية اختيار خبراء الرعاية الصحية والمرافق الطبية في جميع أنحاء العالم.
● تجنّب فترات الانتظار الطويلة - توفّر هذه البرامج إمكانية الوصول إلى المرافق الطبية الخاصّة لحجز مواعيد الاستشارات الطبية وتواريخ العمليات الجراحية بشكلٍ أسرع، مما يساعد المؤمّن عليه في تجنّب فترات الانتظار الطويلة في المرافق الصحية العامة.
● التغلب على العوائق اللغوية - يمكن للوافدين التغلّب على العوائق اللغوية في بلد الاغتراب من خلال شراء برنامج تأمينٍ دولي يتيح لهم الدخول إلى المرافق الطبية الخاصة المحلية التي تضمّ موظفين يجيدون اللغة الإنجليزية أو تقدّم المساعدة اللغوية وخدمات الترجمة الفورية للمرضى متى اقتضت الحاجة.
● الاستفادة من تغطيةٍ عالمية - قد يوفّر برنامج التأمين الصحي الدولي تغطيةً عالمية للمؤمّن عليهم وعائلاتهم، ويحميهم من المخاطر الصحية ويضمن لهم راحة البال.
● الحماية من الأعباء المالية - يتوجّب على الوافدين التأكّد من أنّ برنامج التأمين الصحي الخاص بهم يغطّي تكاليف الإخلاء الطبي والإعادة إلى الوطن لتجنّب تكبّد أي أعباء مالية في الحالات الطارئة.
ما هو نطاقُ التغطية في برامج التأمين الصحي للوافدين؟
تشمل التغطية والفوائد في برامج التأمين الصحي للوافدين ما يلي:
- تشمل الفوائد الطبية التي يقدّمها مزوّدو التأمين الصحي للوافدين، فوائد العافية والفوائد الصحيّة الأساسية، ومنها العلاج في المستشفى، وعلاج اليوم الواحد، والعلاج والإخلاء في الحالات الطارئة، فضلاً عن الوصفات الطبية
- تغطية المشاكل الصحية الخطيرة مثل علاج السرطان وعلاج الأورام والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب
- تغطية العلاج في العيادات الخارجية ونفقات الاختبارات التشخيصية والتصوير بالأشعة السينية والأدوية الموصوفة والضمّادات
- تغطية تكاليف الأمومة قبل الولادة وبعدها
- تغطية إضافية اختيارية لتكاليف الإخلاء والإعادة إلى الوطن
- تغطية تكاليف فحوصات الأسنان الروتينية وإجراءات تنظيف الأسنان وعمليات قلع الأسنان غير الجراحية
- تغطية علاجات مشاكل العيون
- تغطية علاجات الصحّة النفسية وخدمات العافية
ولكن، يعتمد هذا النوع من التغطية على البرنامج الذي يختاره المؤمّن عليه.
ما هي العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار برنامج تأمين صحي دولي؟
يتوجّب على الوافدين مراعاة العوامل التالية قبل اختيار برنامج تأمين صحي دولي شامل:
- يجب أن يتمتّع برنامج التأمين الصحي للوافدين بدرجةٍ من المرونة ليضمن التغطية الصحية للمؤمّن عليه حتى ولو انتقل للعيش في منطقةٍ أو دولة أخرى.
- يجب أن تملك شركة التأمين شبكةً واسعة من الشراكات والعلاقات لئلا يتكبّد المؤمّن عليه أيّ تكاليف عند تقديم مطالبته.
- يجب الاطلاع على تفاصيلٍ عن الفوائد الطبية والتغطية التي يقدّمها برنامج التأمين الصحي للوافدين.
- يجب أن تقدّم الشركة دعماً للعُملاء عبر الإنترنت وعبر الهاتف على مدار الساعة لضمان وصولهم بسهولة إلى معلومات عن الوثيقة وعن إجراءات تقديم المطالبات.
- يجب أن تعكس سمعة شركة التأمين ومهاراتها قُدرتها على التعامل مع المطالبات وتقديم الدّعم عند الحاجة.
نبذة عن التأمين الصحي للوافدين في الشرق الأوسط
التأمين الصحي للوافدين في الإمارات
قد تختلف متطلبات التأمين الصحي في الإمارات من إمارةٍ إلى أخرى. ففي أبوظبي مثلاً، يحصل المواطنون الإماراتيون على تغطيةٍ صحية بموجب برنامج "ثقة"، فيما يتحمّل أصحاب العمل مسؤولية توفير تأمين صحي للموظفين الوافدين وعائلاتهم. وبالمثل، تقع على عاتق أصحاب العمل في دبي مسؤولية تزويد الوافدين بتغطيةٍ صحية نموذجية تستوفي أو تتخطّى الحد الأدنى من المزايا التي وضعتها هيئة الصحة في دبي. ويفرض القانون على جميع المقيمين في الإمارات، سواء كانوا موظفين أو عاطلين عن العمل، الحصول على تأمينٍ صحي. ويُساعد التأمين الصحي الوافدين على الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الخاصة من دون تكبّد تكاليف باهظة تُثقل كاهلهم. أما الوافدون الذين يرغبون في الحصول على برنامج تأمين صحي فردي، فتوفر لهم سيغنا برنامجاً شاملاً وبكلفةٍ مناسبة.
التأمين الطبي للوافدين في السعودية
في ظلّ ارتفاع عدد سكان السعودية خلال العقدَين الماضيَين، لجأت المملكة إلى نظامٍ قائم على التأمين لتمويل قطاع الرعاية الصحية. فبموجب أمرٍ رسمي صدر في العام 2005، يتوجّب على الوافدين الحصول على تأمينٍ صحي من قِبل أصحاب عملهم. ولكنّ نظام الرعاية الصحية العامة يقدّم خدماتٍ مجانية للمواطنين السعوديين وموظفي القطاع العام، بما يشمل الخدمات العامّة وخدمات العناية بالأسنان، إلى جانب العلاج في المستشفى والأدوية الموصوفة. ويُمكن للوافدين الحصول على رعايةٍ طبية في المستشفيات والعيادات والمراكز الصحيّة الخاصة.
التأمين الصحي للوافدين في سلطنة عُمان
صحيحٌ أنّ الوافدين في سلطنة عُمان لا يستفيدون من دعم الدولة لمرافق الرعاية الصحية، على غرار المواطنين العُمانيين، إلا أنهم يحصلون على الموافقة للاستفادة منه في بعض الحالات الطارئة أو إذا أحالهم مركزٌ صحي إلى هذه المرافق. ومع ذلك، يتوجّب على المريض سداد كافة الفواتير الطبية على الفور. كما فرضت سلطنة عُمان، ابتداءً من 1 يناير 2018، سدادَ كل فواتير المستشفيات العامّة بواسطة بطاقةٍ مصرفية. لذلك، نوصي الوافدين بالحصول على التأمين الصحّي الخاص المناسب في سلطنة عُمان.
التأمين الطبي للوافدين في البحرين
تضمُّ البحرين مرافق طبية عامة وخاصة وعسكرية تقدّم جميعها خدمات رعاية صحية عالية الجودة. ويقدّم صندوق الضمان الصحي (شفاء) بعض خدمات الرّعاية الصحية المجانية للمواطنين، فيما يوفّر مزايا أقلّ للوافدين الذين يحق لهم الحصول على برنامج تأمينٍ صحي إلزامي من قِبل أصحاب عملهم، بما يشمل الرّعاية الصحية الأولية وعلاج الحالات الطارئة فقط. كما يُستحسن بالوافدين في البحرين الحصول على تغطيةٍ صحية خاصة تشمل الإخلاء في الحالات الطارئة لأنّ تكاليف الرّعاية الصحية لغير البحرينيين مرتفعة جداً. فقد تُجنّبهم هذه التغطية تكبّد التكاليف المالية الباهظة في حال الإصابة بمرضٍ خطير يتطلّب علاجه النقل إلى بلدٍ آخر.
التأمين الصحي للوافدين في الكويت
تنقسم الكويت إلى خمس محافظات، لكلّ منها مستشفى عام يضمّ عيادات خارجية شاملة ويقدّم خدمات علاج للحالات الطارئة على مدار الساعة. وصحيحٌ أنّ الوافدين يُمكنهم الدخول إلى مرافق الرّعاية الصحية العامة، إلا أنّ بعض العيادات الخاصة قد لا تقبل وثائق التأمين الصحي المحلية. لذلك، يُستحسن بالوافدين الحصول على تغطيةٍ بديلة تشمل الإعادة إلى الوطن في حال الإصابة بمرضٍ خطير.
التأمين الصحي للوافدين في قطر
تقدّم المستشفيات العامّة والخاصة في قطر خدماتٍ صحية مجانية وعالية الجودة للمقيمين والوافدين بدعمٍ من الحكومة. ويُفرض على الجميع الاشتراك في نظام التأمين الصحي الإلزامي القطري الذي يوفر تغطيةً طبية أساسية. كما يتوجّب على الوافدين الحصول على تغطيةٍ صحية قبل وصولهم إلى الدولة، ويمكنهم التقدُّم بطلبٍ للحصول على بطاقةٍ صحية تخوّلهم تلقّي خدمات الرّعاية الصحية المدعومة من الدولة مجاناً، بما يشمل العلاج في الحالات الطارئة، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات وشراء الأدوية وتلقّي العلاج في العيادات الخارجية مقابل رسومٍ رمزية. تجدرُ الإشارة إلى أنّه يُمكن استخدام البطاقة الصحيّة في أي مرفقٍ عام، ويمكن تقديم طلبٍ للحصول عليها في أيّ عيادة أو مستشفى حكومي.