يشدّد الأطباء بشكلٍ متواصل على أهمية إجراء فحوصاتٍ صحة روتينية. لكن للأسف الشديد، يعيشُ عددٌ كبير من الأفراد حياتهم المرهقة بدون أن يولوا أي اهتمامٍ لصحتهم، بل يلتمسون العلاج فقط حين تصيبهم أمراضٌ خطرة. في بلدانٍ مثل الولايات المتحدة الأمريكية، يعيش الأفراد حياةً كثيرة الانشغالات، وغالباً ما يتجاهلون صحتهم الشخصية كما لا يُجرون الفحوصات الروتينية. ومع ذلك، تُعتبر هذه عادة غير صحية. من هنا، يُوصى بأن يخضع كل فردٍ لفحوصاتٍ منتظمة مع طبيب الصحّة العامة، الأمر الذي يضمنُ تمتّعه بصحةٍ جيدة وباللياقة البدنية، تفادياً لإصابته بأي أمراض غير متوقعة. أما الأهداف الأساسية لفحوصات الصحة المنتظمة فهي على الشكل التالي:

• مراقبة الظروف الصحية السائدة
• الكشف عن المشاكل الصحية الناشئة
• تقييم مخاطر التعرّض للمشاكل الطبية في المستقبل
• تشجيع الحفاظ على أسلوب حياةٍ صحي
• البقاء على اطّلاع على آخر مستجدّات التطعيمات.

لمَ يُعتبر إجراء فحوصات الصحّة مهماً؟

تنطوي الفحوصات الصحية المنتظمة على فوائد عدّة مهمّة كما هو مذكورٌ أدناه:

● الوقاية من الأمراض
تسمحُ الفحوصات الطبية المنتظمة للأفراد بمراقبة حالتهم الصحية بشكلٍ فعّال، حيث يبقون على اطّلاعٍ دائم بأي تغييراتٍ تطرأ على أجسادهم ويُحافظون على عافيتهم. وتتيح هذه الفحوصات للأطباء الإشراف على أدويتهم وإجراء التعديلات اللازمة، والتأكُّد بأنها تعطي المفعول المناسب، الأمر الذي يُسهم في تعزيز صحّتهم بشكلٍ شامل. وفي هذا الإطار، تكشف فحوصات الصحة عن أمراض شائعة مثل نزلة البرد والإنفلونزا بالإضافة إلى حالاتٍ أُخرى قد لا يتمّ الكشفُ عنها بطريقةٍ أخرى.

● الكشف المبكّر عن الأمراض المُزمنة والمستعصية
يعزز الكشفُ المبكر عن الأمراض احتمالية الخضوع للعلاج ويُساعد على الوقاية من تطوّر الأمراض التي قد تشكّل تهديداً للحياة في المستقبل، حيث أنّ الكثير من الأمراض قد لا تأتي مصحوبةً بأعراضٍ لسنوات، والأشخاص الذين لا يخضعون لفحوصات الصحّة الروتينية قد يكتشفون إصابتهم بمرضٍ معيّن في مراحله المتقدّمة. وبالتالي، يُسهم الكشف المبكر عن مرض السرطان وأمراض القلب والسكري من النوع 2 مثلاً في تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة. ويُلقي هذا الواقع الضوء على أهمية جدولة فحوصات الصحّة المنتظمة لضمان الكشف الفوري عن المشاكل الصحية الكامنة وعلاجها.

● تعزيز فُرص العلاج والشفاء
يُمكن علاج الحالات الصحية المزمنة مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول من خلال إدارة الأدوية وإجراء تعديلاتٍ على أسلوب الحياة. وفي هذا الإطار، تُساهم فحوصات الصحة المنتظمة في الكشف عن عوامل الخطر للأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والجلطة الدماغية وعلاجها والحدّ منها، ما يعزّز الصحة بشكلٍ عام.

● مراقبة الظروف الصحية السائدة للحدّ من المضاعفات
يُمكن أن تحدّد المراقبة الصحية المنتظمة العادات الحياتية التي تؤثر على الصحة بشكلٍ عام، مثل مدى تأثير التدخين أو استهلاك الكحول على شخصٍ يُعاني من حالةٍ صحية معينة. أما بالنسبة إلى الأفراد الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، فيُمكن لهذه الفحوصات تتبّع مدى فعالية إدارة حالتهم من قبل الطبيب، الأمر الذي يسهّل إجراء التعديلات اللازمة من حيث الأدوية أو الأنظمة الغذائية.

● توفير التكاليف الطبية
فيما تواصل النفقات الطبية ارتفاعها، باتَ من المهم اتخاذ خطواتٍ للتقليل منها. تسمح الفحوصات الطبية الشاملة والمنتظمة للأطباء بمراقبة تقدّم حالة الفرد بشكلٍ منتظم، ما يسهّل الاهتمام الفوري بأي تغييراتٍ تطرأ بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الحالة أو تؤدّي إلى المضاعفات. وبالتالي، باتَ من الممكن الوقاية من الأمراض أو الإصابات الخطيرة التي تتطلب علاجات مكلفة، مثل العمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي، ما قد يُساهم في توفير التكاليف على المدى الطويل، وذلك من خلال الكشف المبكر عنها.

● مساعدة لعيش حياةٍ أفضل وأطول
ُتيح الخضوع للفحوصات الشاملة تحديد خطر الإصابة بأمراضٍ معينة استناداً إلى التاريخ الطبي الخاص بالشخص، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب وإدارتها. ويحصلُ الأفراد بعد كلّ زيارة على إرشادات حول التغييرات اللازمة في أسلوب الحياة، لتعزيز طول الحياة والتمتّع بصحةٍ أفضل.

فحوصات طبية سنوية: الاختبارات المغطّاة والأنواع

يوفر مزوّدو الرعاية الصحية على اختلافهم باقات متنوعة لإجراء فحوصات الصحة وهي تشمل اختباراتٍ حيوية لتقييم الحالة الصحية لدى الفرد. وتحدّد عناصر عدّة الباقة المناسبة لإجراء فحوصات الصحة، بما في ذلك العُمر والجنس والحالة الصحية الراهنة والتاريخ الشخصي والتاريخ العائلي فضلاً عن عناصر مُساهمة أخرى مثل العادات الحياتية. يتمّ عادةً تضمين الاختبارات التالية في الفحوصات الطبية السنوية.،

• فحص تعداد الدم الكامل
• اختبار الغلوكوز التالي للأكل
• قياس نسبة السكر الصيامي في الدّم
• حمض اليوريك
• فحص الدهنيات الصيامي
• فحص وظائف الكبد
• فحص سرعة ترسّب الدم
• تحليل ناقلة أمين الأسبارتات
• تحليل البول

ولكن، قد تختلف الاختبارات استناداً إلى الحالة الصحيّة للأفراد وخطة فحوصات الصحة التي اختاروها.

أمورٌ يجب مراعاتها عند اختيار باقات فحوصات الصحة

يُعتبر شراء التأمين الصحي خياراً صعباً، لذا ثمّة عوامل يجب مراعاتها عند اختيار خطةٍ معينة.

● الاحتياجات الصحية: يجب مراعاة الحالة الصحية الراهنة والتاريخ الطبّي وأي مشاكل صحيّة قد تتطلب المراقبة أو الخضوع لعلاج بصورةٍ منتظمة.

● التكلفة: تُعتبر مقارنة التكاليف وضمان القدرة على تحمّلها جنباً إلى جنب مع مراعاة القيمة مقابل المال وتوفير التغطية الكافية للاحتياجات الصحيّة أمراً بالغ الأهمية أثناء اختيار الباقة الصحية.

● تغطية الشبكة: يُوصى بالتحقق مما إذا تمّ تضمين مزوّدي الرعاية الصحية المفضلين والمستشفيات المفضلة في شبكة الباقة الصحية التي تمّ اختيارها.

● سمعة مزوّد الخدمة: يجب التأكد ممّا إذا كان مزوّد التأمين الذي تمّ اختيارهُ يمتلك سمعةً جيدة في توفير رعايةٍ عالية الجودة.

● خدمة دعم العملاء: يجب اختيار باقة تسهّل الوصول إلى خدمة دعم العملاء ومساعدتهم في حال نشوء أي مشكلةٍ أو مخاوف.

● الشروط والأحكام: يجب قراءة الشروط وفهمها والتأكّد من أنّها مناسبة وفقاً للمتطلبات.

الفحوصات الصحية التي يُمكن إجراؤها في المنزل

أحياناً، قد تكون زيارة مزوّد الرعاية الصحية لإجراء الفحوصات الطبية صعبة. في ما يلي بعض الاختبارات الأساسية التي يُمكن إجراؤها في المنزل لمراقبة صحتك الشاملة:

• مراقبة نسبة السكر في الدّم وضغط الدم
• فحص معدّل النبض ومستوى الأكسجين
• فحص تراكم الدهون في الجسم
• إجراء اختبار للحمل
• التحقُّق من تكوّن كتل في الثدي وكيس الصفن
• البحث عن نمو أي شكل أو تشوّهٍ غريب على الجلد